انفجار المرفأ... اعتداء بكافة المعايير! -الجنرال خليل الحلو
جبلنا ماغازين – صوتنا
كتب العميد المتقاعد الجنرال خليل الحلو بمناسبة ذكرى اعتداء 4 آب وذكرى ضحايا 4 آب الآتي:
"الإنفجار هو اعتداء بكافة المعايير: أكان قصفاً جوّياً أو صاروخياً إسرائيلياً على مخزن نيترات قال العدو الصهيوني أنه لحزب الله قبل أن يتراجع عن أقواله، أو تفجير بعمل أمني، أو انفجار ناتج عن الإهمال... هو اعتداء على أربعة ملايين لبناني وليس له اسم آخر.
التحقيق يجب أن يوضح ما يلي:
كيف حصل هذا الإعتداء وانفجر النيترات في المرفأ؟ (قصف أو صاروخ أو غيره أو إهمال) ولماذا لم تحقق أيٌّ من الأجهزة الأمنية مع الشهود الذين سمعوا ورأوا الطائرات تحلق في الأجواء ساعة الإنفجار؟ (بركي هيدي الطائرات آتية من جمهورية ميانمار الديموقراطية الشعبية!) والطريف في الأمر البيانات من هنا وهناك أنه لم تكن هناك طائرات في الأجواء لحظة الإنفجار... غريب الهلوسة الجماعية لمئات الأشخاص سمعوا ورأوا الطائرات (ومنها في أعالي الباروك مثلا ً وفي بعبدا والجميزة ...) ظاهرة غريبة في الطب النفساني ... أن لا ترى الرادارات الطائرات في الأجواء!
من الذي أوصل المواد إلى المرفأ؟ من هو هذا الشبح Casper؟ هو ليس الباخرة وقبطانها وليس الذي استأجرها، ولكن من وراءه؟ ومن دفع له؟ وكيف تم تركيب السيناريو؟ The Godfather؟
لصالح من أفرغت هذه الحمولة في مرفأ بيروت؟ لجمهورية الأشباح؟ أو لجزر القمر؟! فظاعة كيف "ساقبت" أن البراميل المتفجرة التي تسببت بمليون نازح سوري إلى لبنان كانت تتساقط على المدن السورية في نفس الفترة! شو هالصدفة ... سبحان الله!
من أخرج قسم من النيترات وإلى أين؟ إلى داخل لبنان؟ أين هي إذن؟ أو إلى خارج لبنان؟ وفي هذه الحال عبر حدودنا مع مملكة السويد الدستورية مثلاً؟ أو مع جمهورية فنلندا؟
ومن هو الجهاز الأمني الذي لعب دور "شاهد ما شافش حاجة"؟ ولم يرَ الشاحنات التي أخرجت قسماً من النيترات من المرفأ؟ غريب كيف لم يرها أحد من الأجهزة بينما هو يرى ماذا بداخل كونتينرات البضائع... ويرى من هي الزوجة التي تخون زوجها مع جارها؟
الكل يعرف! وكل من يعرف تفصيلا ً يخاف أن يتكلم لكي لا يموت قتلاً أو من جراء حادث!
لهذه الأسباب: آن الأوان لكي تتحدد صلاحيات وواجبات الأجهزة الأمنية ولا يرمي كل جهاز أمني المسؤولية على غيره!
آن الأوان لكي يتحمل كل جهاز أمني مسؤولياته! لأنه عندما نتحدث عن صلاحيات الكل يتزاحم عليها لأنها تعطيه قوة! وعندما يتعلق الأمر بالتفشيخ الكل يكبر فشخته! ولكن عندما تأتي ساعة المسؤوليات: أنا ما خصني!
الطريف في الأمر أن سعادين الشاشات وقبيحوها ... تحولوا فجأة إلى قضاة تحقيق: أحدهم يقول القاضي بيطار "مش فهمان شو عم يعمل" والثاني يقول أنه تجاوز حدوده! يا سادة التفشيخ والتشبيح وابتداع فنون الكذب والتعمية، بس تصيروا قادرين تشربوا فنجان قهوة في مطعم بدون ما الناس تبصق في وجوهكم (ولو لم تبصق فعلا ً تكتفي باحتقاركم) اعملوا ساعتها قضاة تحقيق وخبراء كيمياء وخبراء متفجرات! وأصلا ً أنتم تدّعون المعرفة في كل شيء، ليس لشيء إلا أن أتباعكم يضعونكم في مصاف الآلهة!
من يرفض رفع الحصانات، مما هو خائف؟ هذا يعني أنه ليس بريئا ً من التقصير أو التواطؤ أو التغطية أو المشاركة في استقدام النيترات. ما بدكم ترفعوا الحصانات أمام قاضٍ تعتبرونه لا يفهم؟ طيب لماذا تنحى القاضي الذي قبله؟ طيب في القضاء عندنا حوالي 600 قاضي، كلهم مش فهمانين؟ انتو بس بتفهموا؟
الخلاصة: سلطة تنفيذية فاشلة.
سلطة تشريعية فاشلة وقسم منها خاضع لإرادة من خارج الحدود.
رئيس جمهورية خالف الدستور مراراً.
سلطة قضائية مشلولة!
لبنان الدولة كأنه ليس موجودا.ً
لبنان الكيان ما زال موجوداً فينا نحن!
لبنان الكيان لن يستطيع النهوض لوحده وهو بحاجة للعالم الحر والعالم العربي لنهوضه وإلا سينعكس انهياره سلباً على الجميع.
القضاء عندنا بحاجة لحماية دولية.
حقنا في الأمن منتقص ولم نعد نثق بمن هو مولج بأمننا من سلطات!
آن الأوان للفصل 12 وللفصل 13 وللفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.
رحم الله ضحايا المرفأ!
الذل والعار لجميع من هم في السلطة وعلى كراسي مخلّعة وبدون ظهر!
عاش الجيش وعاش القرار الحر في الجيش...
عاش لبنان!"
*الجنرال خليل الحلو
عميد متقاعد في الجيش اللبناني
رئيس مجلس أمناء المؤتمر الوطني اللبناني
نائب رئيس حركة لبنان الرسالة